جامع الدروس العربية

مصطفى الغلاييني ت. 1364 هجري
118

جامع الدروس العربية

الناشر

المكتبة العصرية

رقم الإصدار

الثامنة والعشرون

سنة النشر

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

مكان النشر

صيدا - بيروت

تصانيف

وإما أن يعود إلى متأخرٍ عنه لفظًا، متقدّمٍ عليه رُتبةً (أي بحسَب الأصل)، مثل "أخذَ كتابه زهيرٌ"؛ فالهاءُ تعود إلى زهير المتأخر لفظًا، وهو في نِيَّة التقديم، باعتبار رُتبته؛ لأنه فاعل. وإما أن يعود إلى مذكور قبله معنىً لا لفظًا، مثل "اجتهِدْ يكن خيرًا لك" أَى يكن الاجتهاد خيرًا لك، فالضمير يعود الى الاجتهاد المفهوم من "اجتهِدْ". وإما أن يعود الى غير مذكور، لا لفظًا ولا معنىً، إن كان سياقُ الكلام يُعيِّنُهُ، كقوله تعالى ﴿واستوَت على الجُوديّ﴾، فالضمير يعود الى سفينة نوحٍ المعلومة من المقام، وكقول الشاعر [من الطويل] إذا ما غَضِبْنا غضْبَةً مُضْرِيةً ... هَتكْنا حِجابَ الشَّمْس، أو قَطرت دَما فالضمير في "قطرَت" يعودُ الى السُّيوف، التي يدُل عليها سياق الكلام. والضمير يعود الى أقرب مذكور في الكلام، ما لم يكن الأقرب مضافًا اليه، فيعود الى المضاف. وقد يعود الى المضاف اليه، إن كان هناكَ ما يعيِّنه كقوله تعالى "كمثَل الحمارِ يَحمِلُ أسفارًا". وقد يعود الى البعيد بقرينةٍ دالَّةٍ عليه، كقوله سبحانه ﴿آمِنوا بالله ورسوله، وأنفِقوا مِمّا جعلَكُم

1 / 125