وأيضا كونه قال: «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين» فكشف له هذا الطين أنه كان مشتهر ما بين الأنبياء في الأزل قبل الكون وأظهر أنه نبي، وهو ممكن الوجود وقبل كونه وهذه أيضا سابقة ثانية، وكذلك اسمه في اللوح إذا أرادت الملائكة ترحم عباد الله وتدعو الله فيهم لكي يدفع أو يرفع عنهم العذاب النازل- قصدوه وتوسلوا له به.
ذكر ذلك ابن شوع ورفعه إلى أبى بكر الصديق رضي الله عنه.
وأما النور السابع: وهو نور التشريف: فهو النور الذي كشف له عن الخصوصية الملكوتية ورسم اسمه مع اسمه في اللوح وكتب بالنور.
وأما النور الثامن: وهو نور التدلل: كشف له عن مقام القرب وهو قوله تعالى: ثم دنا فتدلى [النجم: 8] لأمر.
وأما النور التاسع: وهو نور التركيب: فهو الذي انكشف له به عن الغاية العظمى في التوحيد فإنه كان إذا فكر في الموجودات ثم في النظام القديم ثم في سر القدر ثم في الأمور العالية كان يغان على قلبه إذا ركب هذه المعلومات العزيزة.
وأما النور العاشر: وهو نور المولد: فإنه كشف له عن سعادة مولده بالبرهان الفلكي الإلهي السماوي فإنه كان له نصبة عجيبة لم يبصر قط في أيام العالم مثلها ثم ظهر يوم مولده في الآفاق مائة معجزة منها خمود نار فارس وانشقاق إيوان كسرى وزلزلة أبداد الهنود.
وأما النور الحادي عشر: وهو نور الخلقة: فكان (صلى الله عليه وسلم) يظهر بين عينيه النور الذي لا يخفي على أحد حتى إن من العرب من كان يغنيه في إيمانه عن طلب المعجزة والآية منه.
ومع ذلك أيضا النور في تبسمه وفي جبينه كما حدثت عائشة رضي الله عنها. وفي موضوعه كله. ولما كلامه وأفعاله وحركاته كل أكوانه وما ظهر من خلقه، وما بطن من مجموعة أنوار هذا في أصل وضعه. وكيف، وهو أيضا قد قال اللهم اجعلني نورا بعد ما عدد أجزاء بدنه (صلى الله عليه وسلم) وهذا كشف له أنه النور بل نور النور الروحاني والجسماني.
وأما النور الثاني عشر: وهو نور التربية: فما كشف له عن العناية الحافظة له والعصمة
صفحة ٧٦