أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

عبد الحق بن سبعين المرسي‏ ت. 669 هجري
82

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

تصانيف

حكمه، وانقادت جميع الشرائع إليه، وظهرت سيادته التي كانت باطنة، فهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم. انتهى المراد منه.

وقد تقدم قبل هذا تمام كلامه في هذا المرام انتهى.

وفي الفتوحات المكية في الباب الثالث والسبعين في الجواب عن السؤال السادس والسبعين من أسئلة الحكيم الترمذي، وهو ما لواء الحمد بعد أن ذكر أنه حمد الحمد، وهو أتم المحامد وأسناها وأعلاها مرتبة، وإنه سمى لواء لأنه يلتوي على جميع المحامد، فلا يخرج عنه حمد، وإنه لا يكون إلا بالأسماء، وآدم (عليه السلام) عالم بجميعها كلها في المقام الثاني من مقامه (صلى الله عليه وسلم) ما نصه:

فكان قد تقدم لمحمد (صلى الله عليه وسلم) علمه بجوامع الكلم، والأسماء كلها من الكلم، ولم تكن في الظاهر لمحمد (صلى الله عليه وسلم) عينا، فيظهر بالأسماء؛ لأنه صاحبها، فظهر ذلك في أول موجود من البشر وهو آدم (عليه السلام)، فكان هو صاحب اللواء في الملائكة بحكم النيابة عن محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ لأنه تقدم عليه بوجوده الطيني، فمتى ظهر محمد (صلى الله عليه وسلم) كان أحق بولايته ولوائه، فيأخذ اللواء من آدم يوم القيامة بحكم الأصالة، فيكون آدم فمن دونه تحت لوائه (صلى الله عليه وسلم)، وقد كانت الملائكة تحت ذلك اللواء في زمن آدم، فهم في الآخرة تحته، فتظهر في هذه المرتبة خلافة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الجميع انتهى.

النور السابع وهو نور التشريف:

فهو النور الذي كشف له عن الخصوصية الملكوتية، ورسم اسمه مع اسمه في اللوح وكتب بالنور.

* قلت: قال الشيخ أبو عبد الله المكي: ولهذا الاسم الكريم يعني محمدا إشارات لطيفة من حيث صورته ومادته: أي من جهة حروفه المادية، ومن جهة هيئته الصورية.

أما الأول: فلما اشتمل عليه في اعتبار حروفه من ميم الملكوت الأجلى، وحاء الحياة والحفظ الذي به، وفيه كتب العلم الأسنى، وميم الملكوت الباطني في ميم الملك الظاهر، ودال الدوام منه، والاتصال الماحية لوهمي الانقطاع والانفصال.

صفحة ١٤٩