وخرجت أم أيمن امرأة الشيخ أبى علي الروذباري (3) من مصر وقت خروج الحاج إلى الصحراء، والجمال تمر بها في بدء البيداء، ***
وهي تبكي وتقول: واضعفاه؛ واعجزاه، واحسرتاه، وتقول: هذه حسرة من انقطع عن البيت، فكيف يكون حسرة من انقطع عن رب [ 199 أ] البيت /.
واعلم بأن الباعث على الشوق الخالص إلى ثواب الله تعالى ومرضاته، على قدر الفهم والتحقق بمشاهدة آياته وبيناته، حيث جعله سبحانه مثابة للعالمين، وأمنا للخائفين، وملجأ للعائذين (1)، ومنجا للائذين (3)، وأودع فيه ما شهدت به ألسنة الوجود، من أرباب الشهود، وأمر خليله (3) بتطهيره للعابدين والعارفين. وشرفه بإضافته إلى نفسه، وقال: {وطهر بيتي للطائفين والقائمين} (4)، وكفاه بذلك شرفا وفخرا، وبه على سائر البقاع عظمة وقدرا.
كفى شرفا أني مضاف إليكم ...وأني بكم أدعى وأعرف
صفحة ١٦