وروي أن الله تعالى أخذ الميثاق من بني آدم ببطن نعمان، وهي عرفة(4) وما حولها/ من المكان، فاستخرجهم هناك من صلب [ 198 ب ] ***
أبيهم ونثرهم بين يديه، كهيئة الذر، ثم كلمهم فقال: {ألست بربكم قالوا بلى} (1)، فكتب إقرارهم في رق، وأشهد فيه بعضهم على بعض، ثم ألقمه الحجر الأسود.
ومن أجل ذلك استحب لموافيه أن يقول: اللهم إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، وهذا يشير إلى أن حب الأوطان من الإيمان، فإنه دل على أن ذلك المكان أول وطن في عالم الإمكان، ونعم من قال:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى /وحنينه أبدا لأول منزل
وقيل لذي النون المصري (2): أين أنت من قوله: {ألست بربكم} (1)، قال: كأنه بأذني.
صفحة ١٤