أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

زين الدين الرازي ت. 666 هجري
59

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

محقق

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

الناشر

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

رقم الإصدار

الأولى،١٤١٣ هـ

سنة النشر

١٩٩١ م

مكان النشر

الرياض

وتكفير السيئات داخل في غفران الذنوب؟ قلنا: الغفران مجرد فضل، والتكفير محو السيئات بالحسنات. * * * فإن قيل: ما فائدة قولهم: (وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) . (مع أنهم لا ينفعهم توفيهم مع الأبرار) . بل النافع لهم كونهم مع الأبرار سواء توفاهم معهم أو قبلهم أو بعدهم؟ قلنا: معناه وتوفنا مخصوصين بصحبتهم معدودين في جملتهم، كما يقال: أعطانى الأمير مع أصحاب الخلع والجوائز أي جعلنى من جملتهم، وإن تقدم إعطاؤه عنهم أو تأخر. * * * فإن قيل: كيف قالوا: (وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ) . أي على لسان رسلك دعوة بانجاز الوعد مع علمهم وقولهم أيضا: (إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)؟ قلنا: الوعد من الله تعالى على ألسنة الرسل للمؤمنين عام يحتمل أن يراد به الخصوص، كما في أكثر عمومات القرآن، فسألوا الله تعالى أن يجعلهم من الداخلين في حكم الوعد الثانى: سألوا تعجيل النصر الذى وعدوا، فإنه تعالى وعدهم النصر على أعدائهم غير مؤقت بوقت خاص. * * * فإن قيل: كيف يجوز أن يغتر الرسول بنعمة الذي كفروا حتى نهى

1 / 58