أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

زين الدين الرازي ت. 666 هجري
51

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

محقق

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

الناشر

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

رقم الإصدار

الأولى،١٤١٣ هـ

سنة النشر

١٩٩١ م

مكان النشر

الرياض

الأرض وأصنع حوله نحو ما رأيت الملآئكة تصنع حول عرشى، فبناه وجعل يطوف حوله. * * * فإن قيل: كيف قال: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) . ولم يقل أنتم خير أمة؟ قلنا: معناه كنتم في سابق علم الله، أو كنتم يوم أخذ الميثاق على الذرية فأراد الإعلام بكون ذلك صفة أصلية فيهم لا عارضة متجددة أو معناه خلقتم ووجدتم فهى كان التامة، وخير أمة نصب على الحال وتمام الكلام في كان ذكرناه في قوله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا) . * * * فإن قيل: كيف قال: (وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) . ولا يصح أن يقال هذا خير من ذلك إلا إذ كان في كل واحد منهما خير؟ قلنا: معناه إيمانهم بمحمد ﵊، مع إيمانهم بموسى ﵊، مع إيمانهم بعيسى ﵊ خير من إيمانهم بموسى وعيسى فقط. * * * فإن قيل: كيف قال: (مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ) ... الآية) والمقصود تشبيه نفقة الكفار أموالهم في تحصيل المفاخر وطلب الصيت والسمعة أو ما ينفقونه في الطاعات مع وجود الكفر أو ما ينفقونه في عداوة رسول الله صلى

1 / 50