256

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

محقق

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

الناشر

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

رقم الإصدار

الأولى،١٤١٣ هـ

سنة النشر

١٩٩١ م

مكان النشر

الرياض

يعنى أوزار الذنوب التى باشروها، وأما قوله تعالى: " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " معناه وزر لا مدخل لها فيه، ولا
تعلق له بها مباشرة ولا تسببا، ونظير هاتين الآيتان الأخريان في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ) إلى قوله تعالى: (وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ)
وجوابهما مثل جواب هاتين الآيتين.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ ... الآية) يدل على أن المعدوم شيء، ويدل على أن خطاب المعدوم جائز، والأول منتف عند أكثر العلماء، والثانى منتف بالإجماع؟
قلنا: أما تسميته شيئًا فمجاز باعتبار ما يؤول إليه، ونظيره قوله تعالى: (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) وقوله تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وأما الثانى فإن هذا الخطاب للتكوين يظهر به أثر المقدرة، فيمتنع أن يكون المخاطب به موجودا قبل الخطاب، لأنه يكون بالخطاب، فلا يسبقه بخلاف خطاب الأمر والنهى.
* * *
فإن قيل: قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ) كيف لم يغلب العقلاء من الدواب على

1 / 255