207

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

محقق

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

الناشر

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

رقم الإصدار

الأولى،١٤١٣ هـ

سنة النشر

١٩٩١ م

مكان النشر

الرياض

الجوهرى: يقال ما أنتم منا ببعيد، وقال الله تعالى: (وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)
وقال: (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ)
* * *
فإن قيل: قولهم: (وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)
كلام واقع فيه وفى رهطه، وأنهم الأعزة عليهم دونه، فكيف صح قوله: (أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ) ؟
قلنا: تهاونهم به وهو نبى الله تهاون بالله، فحين عز عليهم رهطه دونه كان رهطه أعز عليهم من الله، ألا ترى إلى قوله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ) .
* * *
فإن قيل: قد ذكر عملهم على مكانتهم، وعمله على مكانته، ثم أتبعه بذكر عاقبة العاملين منه ومنهم، فكان المطابق والموافق في ظاهر الفهم أن يقول: من يأتيه عذاب يخزيه، ومن هو صادق حتى ينصرف من يأتيه عذاب يخزبه إليهم، ومن هو صادق إليه؟
قلنا: القياس ما ذكرت، ولكنهم لما كانوا يدعونه كاذبا، قال: ومن هو كاذب، يعنى في زعمكم ودعواكم تجهيلا لهم.

1 / 206