قلنا: الأسف الحزين، وقيل: الشديد الغضب ففيه فائدة جديدة.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا)
ولم يقل وفيها، وإنما يقال نسختها لشىء كتب مرة ثم نقل، فأما أول مكتوب لا يسمى نسخة، والألواح لم تنقل من مكتوب آخر؟
قلنا: لما ألقى الألواح قيل: إنه انكسر منها لوحان، فنسخ ما فيهما في لوح ذهب، وكان فيهما الهدى والرحمة، وفى باقى الألواح
تفصيل كل شيء، وقيل: إنما قال: "وفى نسختها" لأن الله تعالى لقن موسى ﵊ التوراة ثم أمره بكتابتها فنقلها من صدره إلى الألواح فسماها نسخة.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ)
يعنى القرآن والقرآن إنما أنزل مع جبربل ﵇ لا مع النبى؟
قلنا: (معه) أي مقارنا لزمانه، وقيل: (معه) أي عليه، وقيل: (معه أي إليه، ويجوز أن يتعلق (معه) باتبعوا، لا بأنزل، معناه واتبعوا القرآن المنزل مع أتباع النبى ﵊ والعمل بسنته أو واتبعوا القرآن كما اتبعه هو مصاحبين له في اتباعه.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ)
وهم إنما بدلوا القول الذي قيل لهم، وهو (قولوا حطة)
فقالوا حنطة؟