أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

زين الدين الرازي ت. 666 هجري
125

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

محقق

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

الناشر

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

رقم الإصدار

الأولى،١٤١٣ هـ

سنة النشر

١٩٩١ م

مكان النشر

الرياض

بالحياة بعد الموت، فما فائده قوله: (وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)؟ قلنا: المراد به وقوفهم بين يديه للحساب والجزاء، وذلك غير البعث، وهو احياؤهم بعد الموت فلا تكرار فيه. * * * فإن قيل: قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً) لو صح من النبى ﵊ هذا الجواب لصح لكل من ادعى النبوة وطولب بآية أن يقول أن الله قادر على أن ينزل آية؟ قلنا: إذا أثبتت نبوته بما شاء الله من المعجزة يصح له أن يقول ذلك، بخلاف ما إذ لم يثبت نبوته، والنبى ﷺ كان قد ثبتت نبوته بالقرآن وانشقاق القمر وغيرهما. * * * فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ) والدابة لا تكون إلا في الأرض، لأن الدابة في اللغة اسم لما يدب على وجه الأرض، وما فائدة قوله: (وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ) والطيران لا يكون إلا بالجناح؟ قلنا: فيه فوائد. الأولى: التأكيد كقولهم: هذه نعجة أنثى، وقولهم كلته بلسانى، ومشيت إليه برجلى، وكما قال الله تعالى: (لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ)

1 / 124