الخوارزميّ، قال: نعم عبدك قال له: حقّ لك، وقدّمه وقرّبه» [٧٢] .
وعلى أن الرواية كأختها ظاهرة التكلّف بحيث لا أرى بي حاجة إلى الحديث عن هذا التكلّف، وتفصيل وجوهه إلّا أن ذلك لا ينفي سعة علمه باللغة. وحسبه من ذلك أنه كان أحد مصادر الثعالبيّ في «فقه اللغة» [٧٣]، وأحد رواة علم ابن خالويه اللغويّ [٧٤] .
وأريد الآن أن أحدّد الزمن الذي اتّصل فيه أبوبكر بالصاحب، فأقول: إنه لا كتب التأريخ، ولا كتب التراجم التي ترجمت حياة أبي بكر قد ذكرت شيئا- شأنها في ذلك شأنها مع أحداث حياته الأخرى السابقة منها واللاحقة- ولكننا نستطيع أن نستعين على هذا التحديد بأبي حيّان التوحيديّ، إذ أن أبا حيّان كان قد تعرّف في حضرة الصاحب على أبي بكر فروى عنه أشياء في «مثالب الوزيرين» فإذا عرفنا أن أبا حيّان قد غادر الحضرة- كما يقول هو- في عام ٣٧٠ هـ بعد أن أقام فيها ثلاث سنوات [٧٥]، أمكننا أن نقول بيسر: إنه اتصل به في هذه المدّة الواقعة بين ٣٦٧- ٣٧٠ هـ.
_________
[٧٢] الوفيات ١: ٤١٦؛ وينظر الأنساب: ٢١٠ و، وفيه أنه قال: «... الكلب الذي لا يعرف عشرين لغة في الكلب ...» وواضح كيف تضخّمت رواية الأنساب في الوفيات حتى عادت بعيدة عن أصلها مصنوعة.
[٧٣] ينظر فقه اللغة: ١٠.
[٧٤] ينظر معجم الأدباء ٤: ٥ على سبيل التمثيل.
[٧٥] ينظر المثالب: ٢٠٧.
1 / 25