ثم في زمن عبد الملك وأولاده . وما زال بها الفقهاء ، والمقرئون ، والمحدثون في زمن التابعين وتابعيهم . ثم إلى أيام أبي مسهر ، ومروان بن محمد الطاطري ، وهشام ، ودحيم , وسليمان بن بنت شرحبيل .
ثم أصحابهم وعصرهم .
وهي دار قرآن وحديث وفقه .
وتناقص العلم بها في المائة الرابعة ، والخامسة ، وكثر بعد ذلك ، ولا سيما في دولة نور الدين ، وأيام محدثها ابن عساكر ، والمقادسة النازلين ، بسفحها .
ثم تكاثر بعد ذلك بابن تيمية ، والمزي ، وأصحابهما ، ولله الحمد .
مصر
[ وهي بلد عظيم ، وقطر متسع شرقي ، وغربي ، وصعيد أعلى وأدنى ] .
افتتحها عمرو بن العاص في زمن عمر رضي الله عنهما وسكنها خلق من الصحابة ، وكثر العلم بها في زمن التابعين .
ثم ازداد في زمن عمرو بن الحارث ، ويحيى بن أيوب ، وحيوة بن شريح ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وإلى زمن ابن وهب ، والإمام الشافعي ، وابن القاسم ، وأصحابه .
وما زال بها علم جم إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة [ ثمان ] وثلاثمائة ، وبنوا القاهرة [ وكان قاضيها إذ ذاك ، أبو الطاهر الذهلي البغدادي المالكي ، فأقروه حتى مات ، ثم ولوه للإسماعيلية المتشيعين ] ، وشاع التشيع بها ، وقل الحديث والسنة ، إلى أن وليها أمراء السنة النبوية [ بعد مائتي سنة وأنقذها الله من أيديهم على يد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله فتراجع العلم إليها ] , وضعف الروافض ، والحمد لله .
الإسكندرية
تبع لمصر ، ما زال بها الحديث قليلا ، حتى سكنها السلفي ، فصارت مرحولا إليها في الحديث والقرآن ، ثم نقص بعد ذلك .
بغداد
[ هي أعظم بلاد العراق ] بنيت في آخر أيام التابعين , وأول من بث فيها الحديث هشام بن عروة ، وبعده شعبة ، وهشيم .
صفحة ٢