أمراض القلب وشفاؤها

ابن تيمية ت. 728 هجري
31

أمراض القلب وشفاؤها

الناشر

المطبعة السلفية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٩هـ

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

التصوف
عَلَيْهِ وَسلم الْمَرَض حطة يحط الْخَطَايَا عَن صَاحبه كَمَا تحط الشَّجَرَة الْيَابِسَة وَرقهَا وكما أَن من أمراض الْجِسْم مَا إِذا مَاتَ الْإِنْسَان مِنْهُ كَانَ شَهِيدا كالمطعون والمبطون وَصَاحب ذَات الْجنب وَكَذَلِكَ الْمَيِّت بغرق أَو حرق أَو هدم فَمن أمراض النَّفس مَا إِذا اتَّقى العَبْد ربه فِيهِ وصبر عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ كَانَ شَهِيدا كالجبان الَّذِي يتقى الله ويصبر لِلْقِتَالِ حَتَّى يقتل فَإِن الْبُخْل والجبن من أمراض النُّفُوس إِن أطاعه أوجب لَهُ الْأَلَم وَإِن عَصَاهُ تألم كأمراض الْجِسْم وَكَذَلِكَ الْعِشْق فقد روى من عشق فعف وكتم وصبر ثمَّ مَاتَ مَاتَ شَهِيدا فَإِنَّهُ مرض فِي النَّفس يَدْعُو إِلَى مَا يضر النَّفس كَمَا يَدْعُو الْمَرِيض إِلَى تنَاول مَا يضر فَإِن أطَاع هَوَاهُ عظم عَذَابه فِي الْآخِرَة وَفِي الدُّنْيَا أَيْضا وَإِن عصى الْهوى بالعفة والكتمان صَار فِي نَفسه من الْأَلَم والسقم مَا فِيهَا فَإِذا مَاتَ من ذَلِك الْمَرَض كَانَ شهيدأن هَذَا يَدعُوهُ إِلَى النَّار فيمنعه كالجبان تَمنعهُ نَفسه عَن الْجنَّة فيقدمها فَهَذِهِ الْأَمْرَاض إِذا كَانَ مَعهَا إِيمَان وتقوى كَانَت كَمَا قَالَ النَّبِي ﷺ لَا يقْضِي الله لِلْمُؤمنِ قَضَاء إِلَّا كَانَ خيرا لَهُ إِن أَصَابَته سراء فَشكر كَانَ خيرا لَهُ وَإِن أَصَابَته ضراء فَصَبر كَانَ خيرا لَهُ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه اجمعين

1 / 33