218

الأمالي

محقق

عبد السلام هارون

الناشر

دار الجيل

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

مكان النشر

بيروت

فقام الحجاج مغضبا، ودخل القصر، وانصرف يزيد والعهد فِي يده، فقال الحجاج لخادمه: اتبعه وقل له: اردد علينا عهدنا، فإذا أخذته فقل له: هل ورثك أبوك مثل هذا العهد؟ ففعل الخادم وأبلغه الرسالة، فرد عليه العهد فقال: قل للحجاج: أورثني أبي مجده وفعاله، وأورثك أبوك أعنزا ترعاها! ثم سار تحت الليل فلحق بسليمان وهو ولي عهد الوليد، فضمه إليه وجعله فِي خاصته، ومدحه بقصائد، فقال له سليمان: كم كان أجري لك فِي عمالة فارس؟ قَالَ: عشرين ألفا، قَالَ: هي لك علي ما دمت حيا، والسليم: اللديغ، قَالَ الزجاجي فِي أماليه الصغرى: سمت العرب الملسوع سليما تفاؤلا، كما سموا المهلكة مفازة، من قولهم: فوز الرجل، إذا مات، كأنهما لفظتان لمعنى، وكان ينشد قول الشاعر: كأني من تذكر آل ليلى ... إذا ما أظلم الليل البهيم سليم بان عنه أقربوه ... وأسلمه المداوي والحميم ولو كان على ما ذهب إليه، في السليم لقيل لكل من به علة صعبة:

1 / 220