الأمالي
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
مكان النشر
بيروت
قَالَ وَغير الرياشي يذهب إِلَى أَن الرّيح تبْكي شجوها والبرق أَيْضا يبكي وَجعل يلمع حَالا وَالتَّقْدِير الرّيح تبْكي شجوها والبرق لامعًا فِي الغمامة.
أنشدنا أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ لنَفسِهِ:
إِلَّا تكن فِي الْهوى أرويت من ظمأ ... وَلَا فَككت من الأغلال مأسورا
لقد دللت على أَن الْهوى بدل ... من أجل مَا كَانَ مرجوا ومحذورا
فَحسب نَفسِي غَنِي علمي بموضعها ... من الْهوى وبأني كنت مَعْذُورًا
فَأَيْنَ أذهب لَا بل مَا أُرِيد من الأ ... يام أروى غليلي الْإِفْك والزورا
وَأَنت خَال وقلبي ذَا الَّذِي ملكت ... هَوَاهُ نَفسك إِكْرَاها وتخييرا
ميلًا إِلَيْهَا لَهُ من دون مالكةٍ ... فلست أنساه مَوْصُولا ومهجورًا
إِنِّي وغيلة نَفسِي فِيك قائمةٌ ... لم تلق مذ ألفتك النَّفس تغييرا
لم يهوك الْقلب إِذْ أظهرت أَنْت لَهُ ... برا فيسلاك إِذْ أظهرت تقصيرا
وَلم يكن باختيارٍ لي فأتركه ... وَلَا اضطرارا أَتَاهُ الْقلب مقهورا
لكنه من أُمُور اللَّه ممتنعٌ ... فِي الْوَصْف قدرَة الرَّحْمَن تَقْديرا
لن يضْبط الْعقل إِلَّا من يدبره ... وَلنْ ترى للهوى فِي الْعقل تدبيرا
كن محسنا أَو مسيئا وابق لي أبدا ... تكن لدي على الْحَالين مشكورًا
1 / 114