الأمالي
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
مكان النشر
بيروت
أخبرنَا: مُحَمَّد بْن الْحسن بْن دُرَيْد قَالَ أخبرنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أخي الْأَصْمَعِي عَن عَمه وَأَبُو حَاتِم عَن أبي عبيده قَالَ: كَانَت امْرَأَة من الْعَرَب ذَات جمال وَكَمَال وَحسب وَمَال، فآلت أَن لَا تزوج نَفسهَا إِلَّا كَرِيمًا، وَلَئِن خطبهَا لئيم لتجدعن أَنفه، فتحاماها الرِّجَال حَتَّى انتدب لَهَا زيد الْخَيل وحاتم ابْن عبد الله، وَأَوْس بن حَارِثَة بْن لأم الطائيون. فارتحلوا إِلَيْهَا فَلَمَّا دخلُوا عَلَيْهَا قَالَت: مرْحَبًا بكم مَا كُنْتُم زوارًا، فَمَا الَّذِي جَاءَ بكم؟ فَقَالُوا جِئْنَا زوارًا وخطابًا، قَالَت أكفياء كرام، فأنزلتهم وَفرقت بَينهم وأسبغت لَهُم الْقرى وزادت فِيهِ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي بعثت بعض جواريها مُتَنَكِّرَة فِي زِيّ سائلةٍ تتعرض لَهُم، فَدفع لَهَا زيد وَأَوْس شطر مَا حمل إِلَى كل وَاحِد مِنْهُمَا فَلَمَّا صَارَت إِلَى رَحل حَاتِم دفع إِلَيْهَا جَمِيع مَا حمل إِلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث دخلُوا عَلَيْهَا فَقَالَت ليصف كل وَاحِد مِنْكُم نَفسه فِي شعره، فابتدر زيد وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
هلا سَأَلت بني نَبهَان مَا حسبي ... عِنْد الطعان إِذا مَا احْمَرَّتْ الحدق
1 / 106