أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله، قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله ابن أبي قتيبة الغنوي بالكوفة، قال: أخبرنا محمد بن سليمان الخواص، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أبو صالح الخزاعي(2)، عن قدامة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام، قال: ماتت أمي فاطمة فجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: ماتت أمي. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنا لله وإنا إليه راجعون. وأخذ عمامته ودفعها إلي، وقال: كفنها بها، فإذا وضعتها على الأعواد فلا تحدثن شيئا حتى آتي. فأقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المهاجرين والأنصار، وهم يمشون لا ينظرون إليه إعظاما له، حتى تقدم رسول الله صلى الله عليه وآله، فكبر عليها أربعين تكبيرة، ثم نزل في قبرها ووضعها في اللحد، ثم قرأ آية الكرسي، ثم قال: اللهم اجعل بين يديها نورا، ومن خلفها نورا، وعن يمينها نورا، وعن شمالها نورا، اللهم املأ قلبها نورا. ثم خرج من قبرها ))، فقال له المهاجرون: يا رسول الله، قد كبرت على أم علي ما لم تكبر على أحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كان خلفي أربعون صفا من الملائكة، فكبرت لكل صف تكبيرة ))(1).
صفحة ٣٢