أخبرنا أبي رحمه الله، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن سلام رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا حسن بن عبد الواحد، قال: حدثنا أحمد بن صبيح، عن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، عن يونس بن النعمان، عن أم حكيم بنت عمرو الجدلية، قالت: دخلت المسجد يوم الجمعة، فدنوت فسمعت خطبة أمير المؤمنين علي عليه السلام، وكان في الناس قلة، فلما صلى ناداه رجل من جانب المسجد: يا أمير المؤمنين، استغفر لخالد بن عرفطة، فإنه قد مات بأرض تيما. فلم يلتفت إليه، ثم ناداه، فلم يلتفت إليه ثلاث مرات. قال، ثم قال: أين الناعي خالدا، كذب والله ما مات خالد(1) ولن يموت حتى يدخل من هذا الباب يحمل راية ضلالة، يعني باب الفيل . قالت أم حكيم: فرأيته جاء من عند معاوية حتى نزل النخلية(2)، ثم رأيته دخل بالراية من هذا الباب حتى ركزها في المسجد(3).
قال السيد أبو طالب: هذا من جملة ما كان النبي صلى الله عليه وآله أخبره عليه السلام به من الحوادث الكائنة بعده.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بندار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، قال: حدثني سالم بن أبي الجعد،
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد حضرت صلاة العصر، وليس معنا ماء غير فضلة، فجعلت في إنا، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأدخل يده فيه وفرج بين أصابعه، وقال: (( حي على أهل الوضوء )). فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه، قال: فتوضأ الناس وشربوا.
قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفا وأربعمائة(4).
صفحة ٢٤