حدثني جعفر بن إبراهيم الجعفري، قال: كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، يقاتل الطغاة بباخمرا فسمع رجلا من الزيدية، وقد ضرب رجلا من القوم على رأسه، وقال: خذها إليك، وأنا الغلام الحداد، فقال له إبراهيم: لم قلت: وأنا الغلام الحداد، قل: أنا الغلام العلوي، فإن أبانا إبراهيم عليه السلام، يقول: {فمن تبعني فإنه مني}، فأنتم منا ونحن منكم، لكم ما لنا وعليكم ما علينا.
أخبرنا أبو العباس الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثنا عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر، قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا نصر بن حماد، قال:
جاء قوم إلى شعبة فسألوه عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، فقال شعبة: تسألونني عن إبراهيم، وعن القيام معه، تسألونني عن أمر قام به إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! والله لهو عندي بدر الصغري.
حكى مشائخنا
أن الداعي الحسن بن زيد رحمه الله، لما حارب سليمان بن عبد الله بن طاهر في وقعته الثانية معه، في الموضع المعروف بتمشكى من أرض طبرستان، إنهزم أصحابه، وثبت الداعي مع عدة يسيرة من خواصه في وجوه عشرين ألف فارس، من نجب رجال خراسان، وضاربهم بسيفه حتى رجعوا عنه، وقتل كثيرا منهم، وأنشأ يقول على البديهة:
أمن الوحدة يستوحش من أدرك ثاره ... بغير الصبر والنجدة ينفي المرء عاره
قد محا بالسيف والإسلام ما قال ابن داره
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد الحسيني، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان الله عليه، قال: أخبرنا محمد بن علي بن خلف، عن عمرو بن عبد الغفار، قال: أخبرنا أبو النظر البزاز مولى صعصعة بن صوحان، عن أبيه، قال:
رأيت المختار بن أبي عبيد خرج من القصر والسيف في يده، وفي يده الأخرى الترس، وهو يهدر كما يهدر البعير، ويقول:
إن تقتلوني تقتلوني حذرا ... محمدا قتلته وعمرا والأبرص العبسي لما أدبر ... أخا لخيم إذ طغى واستكبرا
صفحة ١٤١