رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنبت تنورا من النار حاميا وأمية بن أبي الصلت الثقفي كان قرأ الكتب ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبيا يبعث قد أطل زمانه، فلما سمع بخروجه وقصته كفر حسدا له، ولما أنشد رسول الله صلى الله عليه وآله شعره، قال: ((آمن لسانة، وكفر قلبه)) وأسعد أبو كرب الحميري، وكان أسعد آمن بالنبي صلى الله عليه، وهو القائل:
شهدت على أحمد أنه ... رسول من الله باري النسم
وقس بن ساعدة حكيم العرب، ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه رأه يخطب بعكاظ على جمل أحمر[وقد تقدم](1)، وأبو قيس، وهو صرمة بن أبي أنس من بني النجار، وترهب ولبس المسوح، وفارق الأوثان، وهم بالنصرانية ثم أمسك عنها، ودخل بيتا له، واتخذه مسجدا لا يدخله طامث ولا جنب وقال: أعبد رب إبراهيم، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحسن [إسلامه](2)، وهو القائل في رسول الله صلى الله عليه وآله:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة .... يذكر لو يلقى صديقا مواليا(3)
ويعرض في أهل المواسم نفسه .... فلم ير من يؤوي ولم يرى داعيا
فلما أتانا واطمأنت به النوى .... فأصبح مسرورا بطيبة راضيا
وخالد بن سنان، وهو من (عبس)، روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ((ذلك نبي أضاعه قومه)) انتهى.
صفحة ١٣٤