(274) الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
وهو التفسير المنسوب لابن عباس : وايضا عن الثعلبي روى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس انها نزلت في شأن عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب (ع) وكانت صدقة علي أحب الصدقتين الى الله. وروى الواحدي وصاحب الدر المنثور ان الآية نزلت في اصحاب الخيل الذين يعلفونها في سبيل الله ولكنك لا تكاد تجد بين هذا وبين الآية مناسبة تليق بكرامة القرآن : هذا ولا يخفى ما في الصدقة والإنفاق من الفوائد العظيمة في المصالح الدينية والاجتماعية وللمنفق في تهذيب نفسه من رذيلة الشح وفي قربه من الله واستحقاقه الجزاء المضاعف. كما لا يخفى ان الربا في مضاره على عكس ذلك ويقابله بالضدية في كل ما ذكرناه تمام المقابلة وهل يخفى ضرره بايقافه سوق التجارة وتبادل المنافع والمساعدات بالمعروف بين الناس. الا ترى ان الرجل بينما هو مثر إذا به قد استهلك الربا ثروته وتركه يعجز عن مؤنة عياله. فناسب ذلك في لطف الله وإرشاده لعباده ان يتبع امره وترغيبه في الإنفاق والصدقة بزجره وتوبيخه على الربا فقال جلت آلاؤه 274 ( الذين يأكلون الربا ) اصل الربا الزيادة واشتهر استعماله في خصوص الزيادة التي تؤخذ في معاوضة بعض النوع بمثله من المكيل والموزون سواء كان ذلك في معاملة او قرض. وحرمته في الجملة معلومة من الكتاب والسنة واجماع المسلمين بل لا يبعد كونها من ضروريات الشريعة وان خفي بعض مصاديقه عن بعض الناس كما في بعض المعاملات الربوية. والمراد من الربا اخذه وانتزاعه من مالكه كما في قوله تعالى في السورة ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس ) وفي سورة النساء ( لا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) الخبط هو الضرب على غير استواء وضرب الشجر ليتناثر منه الورق. وخبطت الشجر أسقطت منه الورق. واسم الورق المتساقط من الشجر خبط بفتح الخاء والباء. والظاهر ان تخبطه مثل تزوجها وتبناه اتخذه خبطا اي جعله كالخبط في تتابع سقوطه بسبب مسه له في مجمع البيان من رواية الجمهور وفي تفسير القمي من رواياتنا ان رسول الله اري حال هؤلاء ليلة أسري به الى السماء وفي روايات
صفحة ٢٤٢