التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع
محقق
محمد زاهد الكوثري
الناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
مكان النشر
القاهرة
وَإِذا نزل إِلَى السَّمَاء خر أَهلهَا سجودا حَتَّى يرجع وَذكر وهب عَن عَظمَة الله فَقَالَ إِن السَّمَوَات السَّبع وَالْأَرضين السَّبع والبحار السَّبع لفي الهيكل قيل لفي الْكُرْسِيّ وَإِن قَدَمَيْهِ لعلى الْكُرْسِيّ فَهُوَ يحمل الْكُرْسِيّ وَقد عَاد الْكُرْسِيّ كالنعل فِي قدمهَا فَسئلَ وهب مَا الهيكل قَالَ شَيْء من أَطْرَاف السَّمَاء إِلَى الأَرْض محدق بالأرضين والبحار كالأطناب كالفسطاط
وَعَن أنس بن مَالك قَالَ يَقُول جِبْرِيل إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نزل عَن عَرْشه إِلَى كرسيه وحف الْكُرْسِيّ بالمنابر وحفت المنابر بالكراسي فجَاء النَّبِيُّونَ فقعدوا عَلَيْهَا ثمَّ يتجلى لَهُم الرب ﵎
وَقَالَ أنس بن مَالك عَن النَّبِي ﷺ قَالَ يأتوني فأمشى بَين أَيْديهم حَتَّى آتى بَاب الْجنَّة وللباب مصراعان من ذهب مسيرَة مَا بَينهمَا خَمْسمِائَة عَام وعَلى الْبَاب حَلقَة من ياقوتة حَمْرَاء فأستفتح فَيُؤذن لي فَأدْخل على رَبِّي ﵎ فأجده قَاعِدا على كرْسِي الْعِزّ فَأخر لَهُ سَاجِدا
قَالَ أَبُو عَاصِم وَأنكر جهم أَن يكون الله فِي السَّمَاء دون الأَرْض وَقد دلّ فِي كِتَابه أَنه فِي السَّمَاء دون الأَرْض بقوله حِين قَالَ لعيسى ﵇ ﴿إِنِّي متوفيك ورافعك إِلَيّ ومطهرك من الَّذين كفرُوا﴾ وَقَوله ﴿وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا﴾ وَقَوله ﴿بل رَفعه الله إِلَيْهِ﴾ وَقَالَ ﴿يدبر الْأَمر من السَّمَاء إِلَى الأَرْض ثمَّ يعرج إِلَيْهِ﴾ وَقَوله ﴿إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب﴾
1 / 104