182

البستان في إعراب مشكلات القرآن

محقق

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

تصانيف

قوله تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ الميم: صلةٌ فيه وفي أمثاله (^١)، تقديره: ألهم آلهةٌ ﴿تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا﴾ وفي الآية تقديمٌ وتأخير، والتقدير: أم لهم آلهةٌ من دوننا تمنَعُهم؟
وتم الكلام، ثم وَصَف آلهتهم بالضعف، فقال: ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (٤٣)﴾؛ أي: يُحْفَظُونَ ويُمْنَعُونَ، وقيل (^٢): يُجارُونَ؛ لأن المجيرَ صاحبٌ لجاره، والعرب تقول: صَحِبَكَ اللَّهُ، أي: حفظك اللَّه وأجارك.
قوله ﷿: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ﴾ هو: جمعُ الميزان، ووَحَّدَ "القِسْطَ" وهو نعتٌ للموازين؛ لأنه في مذهب: عَدْلٌ ورِضا (^٣)، قال الزَّجّاج (^٤): "قسط": مصدرٌ يوصَف به، تقول: ميزانٌ قِسْطٌ وموازينُ قِسْطٌ، والمعنى: ذواتَي قِسط.
قوله: ﴿لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾؛ أي: في يوم القيامة، اللام هنا بمعنى" في"، وتسمى: لامَ التوقيت (^٥)، وقوله: ﴿فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾؛ أي: لا يُنْقَصُ من ثواب حسَناتِه، ولا يُزادُ على سيئاته، ونَصْبٌ ﴿شَيْئًا﴾ على خبرِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه (^٦).

(^١) هذا رأي الكوفيين، وأما البصريون فإنهنم يجعلون "أَمْ" في مثل هذا منقطعة بمعنى "بَلْ"، ينظر: معانِي القرآن للفراء ١/ ٧١، ٧٢، معانِي القرآن للأخفش ص ٣١، ٣٢، تأويل مشكل القرآن ص ٥٤٦، ٥٤٧، الأزهية ص ١٣٠، ١٣١، الجنى الدانِي ص ٢٠٥، ٢٠٦، مغني اللبيب ص ٦٥.
(^٢) قاله ابن عباس، ينظر: شمس العلوم ٦/ ٣٦٨٠، ٣٦٨١.
(^٣) قاله الفراء في معاني القرآن ٢/ ٢٠٥، وحكاه أبو عمر الزاهد عن ثعلب في الياقوتة ص ٣٦٢.
(^٤) معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٤.
(^٥) ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٠٥، شمس العلوم ٩/ ٦١٣٩، خزانة الأدب ٢/ ٣٨٥.
(^٦) يعني: أنه مفعول ثانٍ للفعل المبني للمجهول، وهذا من مصطلحات الكوفيين.

1 / 190