325

الأمالي

محقق

قسم الدراسات الإسلامية

الناشر

مؤسسة البعثة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هجري

مكان النشر

قم

تصانيف

بينا إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) في جبل بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه، إذ سمع صوتا، فإذا هو برجل قائم يصلي طوله اثنا عشر شبرا، فقال له: يا عبد الله لمن تصلي؟ قال: لإله السماء. فقال له إبراهيم (عليه السلام): هل بقي أحد من قومك غيرك؟

قال: لا. قال: فمن أين تأكل؟ قال: أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء.

قال له: فأين منزلك؟ قال: فأومأ بيده إلى جبل. فقال له إبراهيم (عليه السلام): هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة؟ فقال: إن قدامي ماء لا يخاض. قال: كيف تصنع؟ قال: أمشي عليه. قال: فاذهب بي معك، فلعل الله أن يرزقني ما رزقك.

قال: فأخذ العابد بيده، فمضيا جميعا حتى انتهيا إلى الماء، فمشى ومشى إبراهيم (عليه السلام) معه حتى انتهيا إلى منزله، فقال له إبراهيم (عليه السلام: أي الأيام أعظم؟ فقال له العابد: يوم الدين، يوم يدان الناس بعضهم من بعض. قال: فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي، فتدعو الله عز وجل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم؟ فقال: وما تصنع بدعوتي؟ فوالله إن لي لدعوة منذ ثلاثين سنة (1) ما أجبت فيها بشئ. فقال له إبراهيم (عليه السلام): أولا أخبرك لأي شئ احتبست دعوتك؟ قال: بلى. قال له: إن الله عز وجل إذا أحب عبدا احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه، وإذا أبغض عبد عجل له دعوته، أو ألقى في قلبه اليأس منها. ثم قال له: وما كانت دعوتك؟ قال:

مربي غنم ومعه غلام له ذؤابة، فقلت: يا غلام، لمن هذا الغنم؟ فقال: لإبراهيم خليل الرحمن. فقلت: اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه. فقال له إبراهيم (عليه السلام):

فقد استجاب الله لك، أنا إبراهيم خليل الرحمن، فعانقه، فلما بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله) جاءت المصافحة (2).

471 / 12 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا

صفحة ٣٧٣