العثمانية
محقق
عبد السلام محمد هارون
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١١ هجري
مكان النشر
بيروت
وكان أول من حث على قتال المشركين ببدر وتكلم فيه عند رسول الله ﷺ أبو بكر.
فإذا شهد بنفسه ورأيه وماله ومستجيبيه وأتباعه الذين هم أكفاء ضده عندكم، مع أن بعضهم قد اختير عليه وهو عثمان، والباقون لم يخايرهم ويواز [نهم] فيعرف موضع أفضلهم، وقد فخر عليه سعد فلم يعارضه. فأين مبلغ ما ذكرتم مما ذكرنا، إذا كان مثل سعد من مستجيبيه - وهو المستجاب الدعوة، وأول من أراق دما في الإسلام، وأول من رمى بسهم يوم بدر، وله يقول النبي ﷺ: "ارم فداك أبي وأمي"، فجمع له أبويه ولم يجمعهما لأحد قبله. وفيه يقول النبي - صلى الله عليه -: "هذا خالي أباهي فيه، فليأت كل امرئ بخاله" وهو أزال كسرى عن قصره وملكه وعن مستقره. ومثل حواري رسول الله - صلى الله عليه - وابن عمته، مع فروسيته وشدة بأسه، والذي عظم الله من شأنه ببدر حين نزلت الملائكة في زيه، عليها عمائم صفر.
ثم الذي كان منه ببدر حين أتى الخبر النبي - صلى الله عليه - عن قريش بمسيرهم، فاستشار النبي - صلى الله عليه -، فكان أول من قام أبو بكر،
1 / 56