237

الأخبار الطوال

محقق

عبد المنعم عامر

الناشر

وزارة الثقافة والإرشاد القومي

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٦٠ هجري

مكان النشر

مصر

فخرجا من عنده، واقبلا حتى دخلا على هانئ بن عروه، فأخبراه بما قال لهما ابن زياد، وما قالا له، ثم قالا له:
اقسمنا عليك الا قمت معنا اليه الساعة لتسل سخيمه [١] قلبه.
فدعا ببغلته، فركبها، ومضى معهما، حتى إذا دنا من قصر الإمارة خبثت نفسه.
فقال لهما:
ان قلبي قد اوجس من هذا الرجل خيفة.
قالا: ولم تحدث نفسك بالخوف وأنت بريء الساحة؟.
فمضى معهما حتى دخلوا على ابن زياد، فأنشأ ابن زياد يقول متمثلا:
اريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
قال هانئ: وما ذاك ايها الأمير؟.
قال ابن زياد: وما يكون اعظم من مجيئك بمسلم بن عقيل، وادخالك اياه منزلك، وجمعك له الرجال ليبايعوه؟.
فقال هانئ: ما فعلت، وما اعرف من هذا شيئا.
فدعا ابن زياد بالشامي، وقال: يا غلام، ادع لي معقلا.
فدخل عليهم.
فقال ابن زياد لهانئ بن عروه: اتعرف هذا؟.
فلما رآه علم انه انما كان عينا عليهم.
فقال هانئ: اصدقك والله ايها الأمير، انى والله ما دعوت مسلم بن عقيل، وما شعرت به. ثم قص عليه قصته على وجهها.
ثم قال: فاما الان فانا مخرجه من دارى لينطلق حيث يشاء، وأعطيك عهدا وثيقا ان ارجع إليك.

[١] السخيمة: الحقد والضغينة والموجدة في النفس.

1 / 237