أخبار الشيوخ وأخلاقهم
محقق
عامر حسن صبري
الناشر
دار البشائر الإسلامية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
الحديث
قَالَ: قُلْتُ: لَمْ يَجِدْ أَحَدًا يَقْعُدُ مَعَهُ إِلا هَذَا التُّرْكِيَّ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ هَارُونُ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِابْنِ إِدْرِيسَ، قَالَ: لَيْسَ فِي ابْنِ إِدْرِيسَ حِيلَةٌ، أَوْ لَيْسَ يُنْتَفَعُ بِهِ.
قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى حَفْصٍ فَأَرَادَ أَنْ يُصَيِّرَهُ قَاضِي الْقُضَاةِ، فَأَبَى عَلَيْهِ حَفْصٌ، وَجَعَلَ يُرَادُّهُ وَيُكَلِّمُهُ، وَحَفْصٌ يَأْبَى، قَالَ: فَأَرَادُونَا فَأَبَيْنَا عَلَيْهِ، وَجَهِدُوا فَأَبَيْنَا، فَتَكَلَّمَ التُّرْكِيُّ وَإِذَا هُوَ مِنْ أَفْصَحِ قُرَيْشٍ لِسَانًا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ وَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكُمْ مِثْلَ أَبِي السَّرَايَا، وَأَبِي الرَّعْدِ، وَحَمَّادٍ الْبَرْبَرِيِّ، وَذَكَرَ غَيْرَ وَاحِدٍ، لَقُلْتُمْ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَالِمٌ، وَلَّى عَلَيْنَا مَنْ لا يَنْبَغِي، وَإِذَا دَعَاكُمْ إِلَى أَنْ يُصَيِّرَكُمْ أَبَيْتُمْ عَلَيْهِ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِحَفْصٍ حَتَّى قَالَ لَهُ: إِنْ كَانَ وَلا بُدَّ فَكُنْ عَلَى الْكُوفَةِ وَاقْعُدْ فِي بَيْتِكَ.
قَالَ وَكِيعٌ: سَأَلْتُ عَنِ التُّرْكِيِّ، فَقَالُوا: ذَاكَ عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ.
١٥٨ - وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أُقْدِمَ وَكِيعٌ إِلَى هَاهُنَا فَأُرِيدَ عَلَى الْقَضَاءِ فَاسْتَعْفَى فَأُعْفِيَ.
1 / 113