أخبار الشيوخ وأخلاقهم
محقق
عامر حسن صبري
الناشر
دار البشائر الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
الحديث
شَيْءٌ، قَالَ: يَقُولُ: كَمْ مِنْ مُحَدِّثٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَدْ أَكَلَ التُّرَابَ لِسَانُهُ
٣٢٥ - وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ: إِنَّ الْحَسَنَ مَرَّ عَلَى بَابٍ لابْنِ هُبَيْرَةَ بِوَاسِطٍ، فَرَأَى الَّذِينَ يَقِفُونَ حَوْلَ قَصْرِهِ يَطْلُبُونَ الْعَمَلَ، فَقَالَ: قَدْ لَبِسُوا الْعَمَائِمَ الرِّقَاقَ، وَالْمَطَارِفَ الْعِتَاقَ، طَلَبُوا الإِمَارَاتِ، وَبَاعُوا الأَمَانَاتِ، تَعَرَضُّوا لِلْبَلاءِ، وَكَانُوا فِي عَافِيَةٍ، تَعَجَّلُوا سُرُورَهُمْ فَأَحْبَطُوا أُجُورَهُمْ، فَخَافُوا مَنْ فَوْقَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعَقْدِ، وَظَلَمُوا مَنْ تَحْتَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ، أَسْمَنُوا بَرَاذِينَهُمْ وَهَزَّلُوا دِينَهُمْ، شَيَّدُوا قُصُورَهُمْ وَضَيَّقُوا قُبُورَهُمْ، يَتَّكِيءُ أَحَدُهُمْ عَلَى حَشَايَاهُ، وَجَمْعُهُ سُحْتٌ وَخَدَمُهُ سُخْرَةٌ، وَمَأْكَلُهُ حَرَامٌ، يُؤْتَى بِالْحُلْوِ بَعْدَ الْحَامِضِ، وَبِالْحَارِّ بَعْدَ الْبَارِدِ، وَبِالرَّطْبِ بَعْدَ الْيَابِسِ، ثُمَّ يَظَلُّ يَتَجَشَّأُ مِنَ الْبَشَمِ، يَا جَارِيَةُ، وَيْحُكَ ابْغِينِي حَاطُومًا، وَيْحُكَ ابْغِينِي حَاطُومًا، وَيْحُكَ ابْنَ آدَمَ الأَحْمَقَ، إِنَّمَا تُحَطِّمُ دِينَكَ، غَدًا تَلْقَى نَدَمَكَ حِينَ تُعَايِنُ عَمَلَكَ، وَيَنْقَضِي أَجَلُكَ
1 / 181