وقال يرثيها:
بت ضجيع الحزن ما أغفي
لحادث جل عن الوصف
حزنان حزن منهما ظاهر
وأوجع الحزنين ما أخفى
أنت أهلت الترب من فوقها
مواريا تحت الثرى إلفي!
لهفى على هيلان لو أنه
يرد شيئا فائتا لهفى!
وقال يخاطب الرشيد، ويهنئه بما فعل الفضل فى أمر يحيى بن عبد الله بن حسن:
هنيئا أمير المؤمنين لك الظفر
فقد تمت النعمى وقد ساعد القدر
رآك إله الناس أولى بملكه
فأصغاكه لا من فيه ولا كدر
وقد كان يحيى الفاطمي سمت به
له همة في الصدر جاش لها وجر «1»
أراد التى تهوي الجبال لكونها
وترجف منها الأرض لو تم ما أئتمر «2»
وكان رجا بالطالقان ذخيرة
كنوزا له كانت على الدهر تدخر
فكان هو الكنز الذي أيدت به
خلافة هارون الإمام وما شعر
أتاك بيحيى الفضل سلما يقوده
مقرا ولولا يمن جدك ما أقر
لئن كان يوم الفضل فيه مشهرا
لأكرم بيوم منه أفنى به الخزر
وقال يرثى هيلانة:
أديل من السرور الحزن لما
ثوت هيلان في جدث ورمس
وأصبحت البلاد غداة ولت
عليها وحشة من بعد أنس
صفحة ١٩