وَكتب إِلَى مدام الْفَتى يَأْمُرهُ بِحِفْظ من وصل إِلَيْهِ من زناتة وَلَا يمنعهُم من شِرَاء السِّلَاح وَلَا يكلفهم قبالة وَلَا مغرما وَصَارَ أَبُو يزِيد محصورا فِي جبل كياته غير أَن الطَّعَام كَانَ عِنْده رخيصا كَانَت الرفاق تَأتيه بِهِ من سدراته وبطيوس وَهِي من بِلَاد بسكرة فَكتب إِسْمَاعِيل إِلَى رناتة يَأْمُرهُم بالإغارة على سدراتة والاستئصال لَهُم فَفَعَلُوا ذَلِك وقتلوهم وَسبوا حريمهم وانتهبوا أَمْوَالهم فتوقف النَّاس عَن الْمسير إِلَى أبي يزِيد بالأطعمة وَكَانَت بَين أبي يزِيد وَإِسْمَاعِيل وقْعَة بفحص باتنة وباتنة اسْمهَا الْقَدِيم باذنه مَدِينَة عَظِيمَة خربَتْ بَينهَا وَبَين المسيلة أثنا عشر ميلًا قتل فِيهَا من أَصْحَاب أبي يزِيد نَحْو عشرَة آلَاف بَين راجل وراكب أَكْثَرهم من بني كملان وزناته وَيعرف يَوْم هَذِه الْوَقْعَة بِيَوْم الرؤوس وَانْهَزَمَ أَبُو يزِيد وعقر فرسه وَسقط إِلَى الأَرْض فَقرب لَهُ أَصْحَابه فرسا آخر فَرَكبهُ فعقره تَحْتَهُ أَيْضا زيري بن مُنَاد وَسقط إِلَى الأَرْض فترجل إِلَيْهِ يُونُس ابْنه وَابْن أُخْت لَهُ وَجَمَاعَة من قرَابَته وَأَصْحَابه وجرح بَين كَتفيهِ وَبَين وركيه واستنقذه سَائِر أَصْحَابه عَن جهد جهيد وَبعد قتال شَدِيد وَكتب إِسْمَاعِيل إِلَى مدام بذلك كتابا فَقَرَأَ كِتَابه بالقيروان وَذكر فِي كِتَابه أَن رَسُول مُحَمَّد بن عَليّ بن الْجراح وَفضل بن الْعَبَّاس وصل إِلَيْهِ بكتابيهما وأنهما قاما بدعوته بالعراق
وَلحق أَبُو يزِيد بكياتة ورحل إِسْمَاعِيل من المسيلة غرَّة
1 / 71