مكين الدولة بن ملهم وأصلح بينهم بعد فتن وحروب كانت بين القبيلتين وأباحهم أعمال القيروان
وأمرهم بإفسادها ، فلما بلغ المعز ذلك قطع مكاتبته عن الدولة بالجملة
وفيها كانت الحرب فى ذى القعدة بالبحيرة . وذلك أن عرب البحيرة بنى قرة والطلحيين ،
تجمع منهم جموع كثيرة وخرجوا عن طاعة المستنصر . وسبب ذلك أن اليازورى ولى رجلا منهم
يقال له المقرب على عرب البحيرة ، فانفوا من ذلك ، وطلبوا عزله عنهم فلم يفعل ، فشقوا العصا
وكان قد حضر وجوههم إلى الوزير للمطالبة بواجباتهم ، فنفر فيهم وهددهم فاجتمعوا على المحاربة
وجهز إليهم الوزير عسكرا فكسروه . ثم أخرج إليهم عسكرا ثانيا فكسرهم وقتل منهم كثيرا
وحمل الرؤوس إلى القاهرة ومعها أموال كثيرة وكانت هذه الوقعة على كوم شريك ، ولما كثر فيهم
القتل فروا إلى برقة فهم بها إلى اليوم .
سنة أربع وأربعين وأربعمائة
صفحة غير معروفة