لسنا إلى غيركم منكم نفرّ إذا ... جرتم ولكن إليكم منكم الهرب
وهذا هو بعينه قول البحتري: مخلع البسيط
يا ظالما لي بغير جرم ... إليك من ظلمك المفر
وهذا المعنى مستنبط من كلام الله تعالى (ففروّا إلى الله أني لكم منه نذير مبين) .
أنشدنا نفطويه لأبي العتاهية: الكامل
كتب الفناء على البرية كلها ... والناس بين مقدّم ومخلّف
سبحان ذي الملكوت أيّة ليلة ... مخضت بوجه صباح يوم الموقف
ويروى بدل كلها " ربها ".
حدثنا عبد الله بن محمد النيسابورى قال حدثنا عليّ بن سعيد ابن جرير النسائي قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة عن عبد الملك بن عمر عن ربعي: أن أبا موسى أغمي عليه فبكته زوجته فقال: ابرأ إليكم مما برئ منه رسول الله ﷺ ممن حلق، وسلق، وخرق.
قال أبو القاسم: حلق من حلق الرأس للنساء على الميّت. وأمّا السلّق: فرفع الصوت بالبكاء والعويل، قال الله تعالى: (سلقوكم بألسنة حداد) وكذلك النقع: رفع الصوت بالبكاء والعويل. وهذا كان منهيّا عنه في أول الإسلام. أعني البكاء على الميت، ثم رخّص فيه ما لم يكن مفرطا متجاوز للقدر بالصراخ والعويل. قال عمر بن الخطاب: " ما على نساء المغيرة أن يهرقن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقع ولا لقلقة ". فالنقع ما ذكرنا. اللقلقة: تحريك اللسان والولولة. وأبو سليمان خالد بن الوليد ابن المغيرة. والسلّق: بفتح اللام والسين: المستوى من الأرض جمعه سلقان. والفلق: مطمئن بين ربوين، وجمعه فلقان.
حدثنا محمد بن محمود الواسطي قال حدثنا أبو إسماعيل اليزيدى قال حدثنا عفان عن همام عن ثابت عن أنس: أنّ أبا بكر حدثهم قال: قلت للنبي ﷺ ونحن في الغار: لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه. فقال " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ".
اخبرنا نفطويه قال اخبرنا إسماعيل بن محمد السامي قال اخبرني روك بن المحبّر قال سمعت شعبة يقول: " تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل ".
حدثنا ابن الانبارى وابن شقير قالا حدثنا احمد بن عبيد قال: كان في عضد بزر جمهر: " أن كانت الحظوظ بالجدود فما الحرص وان كانت الأشياء غير دائمة فما السرور. وان كانت الدار غرّارة فما الطمأنينة إليها؟ حدثنا ابن الانبارى قال حدثنا احمد بن عبد الله الحربي قال حدثنا أبو عبد الله القرشي قال: قال أبو الحسن المدائني: بعث عبد الملك أخاه محمد بن مروان إلى مصعب بن الزبير يعطيه الأمان فقال مصعب: " مثلي لا يرجع عن هذا الموضع ألا غالبا أو مغلوبًا ".
اخبرنا الأخفش قال اخبرنا السكري عن الزيادى عن الأصمعي قال: كان الأحوص بن محمد يشببّ بنساء الأشراف، فشكي إلى عمر بن عبد العزيز فنفاه إلى قرية من قرى اليمن قال: ولما قال: الطويل
أدور ولولا أن أرى أمّ جعفر ... بأبياتكم ما درت حيث أدور
وما كنت زوّارا ولكن ذا الهوى ... إذا لم يزر لابدّ أن سيزور
لقد منعت معروفها أمّ جعفر ... وأني إلى معروفها لفقير
جاءت أم جعفر بكتاب حقّ على الأحوص بدين حالّ فقبضت عليه وجعلت تطالبه بالدين المذكور في هذا الكتاب، وهو يحلف بالله انه ما يعرفها، ولا رآها قط. فقالت له: يا فاسق، فأنا أمّ جعفر فلم تذكرني في شعرك ولم ترني قط؟.
اخبرنا اليزيدي قال اخبرنا أبو محمد بن حمدون حزابية قال: أنشدني أبو نواس لنفسه: الكامل
شبهّته بالبدر حين بدا ... أو بالعروس صبيحة العرس
وأعيذه من أن يكون له ... ما تحت مئزرها من الرجس
اخبرنا اليزيدى قال اخبرنا ثعلب قال: كنا عند ابن الأعرابي فأنشدني قول جرير: الطويل
ويوم كإبهام القطاة تخايلت ... ضحاه وطابت بالعشيّ أصائله
رزقنا به الصيد الغزير ولم نكن ... كمن نبله محرومة وحبائله
فقال ابن الأعرابي: أحسن منه وهو الذي أخذ منه جرير - قول الآخر: الوافر
ويوم عند دار أبي نعيم ... قصير مثل سالفة الذباب
1 / 53