آكام المرجان في أحكام الجان
محقق
إبراهيم محمد الجمل
الناشر
مكتبة القرآن-مصر
مكان النشر
القاهرة
ومنك يَا رَسُول الله قَالَ ومني وَلَكِن الله تَعَالَى أعانني فَأسلم أهـ ثمَّ سَاق بِسَنَدِهِ عَن عَائِشَة ﵂ قَالَت فقدت رَسُول الله ﷺ لَيْلَة وَكَانَ معي على رَأْسِي فَوجدت رَسُول الله ﷺ سَاجِدا راصا عَقِبَيْهِ مُسْتَقْبلا بأطراف اصابعه الْقبْلَة فَسَمعته يَقُول أعوذ بِاللَّه من سخطك وبعفوك من عُقُوبَتك وَبِك مِنْك لَا أبلغ كل مَا فِيك فَلَمَّا انْصَرف قَالَ يَا عَائِشَة أخذك شَيْطَانك فَقَالَت أما لَك شَيْطَان قَالَ من آدَمِيّ إِلَّا لَهُ شَيْطَان فَقلت وَأَنت يَا رَسُول الله قَالَ وانا ولكنني دَعَوْت الله فَأَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأسلم قَالَ أَبُو جَعْفَر فَعرفنَا أَن رَسُول الله ﷺ قد كَانَ فِي هَذَا الْمَعْنى كَسَائِر النَّاس سَوَاء وان الله تَعَالَى اعانه عَلَيْهِ بِإِسْلَامِهِ الَّذِي هداه لَهُ حَتَّى صَار ﷺ فِي السَّلامَة مِنْهُ بِخِلَاف غَيره من النَّاس فِيمَن هُوَ مَعَه من جنسه فَإِن قَالَ قَائِل فقد روى عَن رَسُول الله ﷺ فِي هَذَا الْبَاب شَيْء مِمَّا يجب أَن يُوقف على ارْتِفَاع التضارب عَنهُ وَعَما رويت مِمَّا قد كَانَ رَسُول الله ﷺ خص بِهِ من إِسْلَام شَيْطَانه لكَي يسلم مِنْهُ وَذكر فِي ذَلِك حَدِيث أَبى الْأَزْهَر الأنصارى أَن رَسُول الله ﷺ كَانَ إِذا أَخذ مضجعه من اللَّيْل قَالَ بِسم الله وضعت جَنْبي اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ من واجس شيطاني وَفك رهاني وَثقل ميزاني واجعلني فِي الندى الْأَعْلَى قيل لَهُ هَذَا عندنَا وَالله أعلم كَانَ من رَسُول الله ﷺ قبل إِسْلَام شَيْطَانه فَلَمَّا أسلم اسْتَحَالَ أَن يكون ﵊ يدعوا الله تَعَالَى فِيهِ بذلك مَعَ إِسْلَامه الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى أعلم
1 / 53