بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. هذه أحاديث موافقات للأئمة؛ فيها حديث للإمام البخاري، وحديث لمسلم، وباقيها لأصحاب السنن الأربعة بعلو وقعت من حديث الشيخة الصالحة المسندة بقية المسندات أم عبد الله زينب بنت الإمام كمال الدين أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسية الأصل الصالحية الحنبلية، بعضها بالسماع ومعظمها بالإجازة، وقد تفردت برواية بعضها أثابها الله وغفر لها ولنا ولجميع المسلمين.

صفحة ٥١

الحديث الأول

1- أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة، قال: أخبرنا عبد المنعم بن كليب، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن بيان، قال: أخبرنا أبو الحسن بن مخلد، قال: أخبرنا إسماعيل الصفار، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، عن راشد بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد)).

رواه الترمذي عن ابن عرفة.

صفحة ٥٣

الحديث الثاني

2- وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن)).

رواه الترمذي عن ابن عرفة.

صفحة ٥٤

الحديث الثالث

3- وبه إلى ابن عرفة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحبراني، قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت له: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فألقى إلي صحيفة فقال: هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فنظرت فإذا فيها إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت؟ فقال: ((يا أبا بكر قل: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم)).

رواه الترمذي عن ابن عرفة.

صفحة ٥٦

الحديث الرابع

4- وبه إلى ابن عرفة قال: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن بحير بن سعد الكلاعي، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة)).

رواه الترمذي عن ابن عرفة.

وأخبرنا بهذه الأحاديث الأربعة أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي إجازة، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي، قال: أخبرنا ابن مخلد بسنده.

وأخبرنا بالأخير منها حديث عقبة: أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي إجازة، قال: أخبرنا السلفي، قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران في الأول من ((فوائده))، قال: أخبرنا إسماعيل الصفار بسنده.

صفحة ٥٧

الحديث الخامس

5- أخبرنا الشيخ الإمام شرف الدين أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الدمشقي نزيل حماة إجازة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد البغدادي الحربي، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب التميمي الواعظ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القيطعي، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا سفيان، عن سمي، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا)).

رواه النسائي عن عبد الله ابن الإمام أحمد.

صفحة ٥٩

الحديث السادس

6- وبه إلى عبد الله ابن الإمام أحمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن مرقع، عن صفوان بن أمية رضي الله عنه أن رجلا سرق بردة، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطعه، فقال: يا رسول الله قد تجاوزت عنه. قال: ((فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب)) فقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه النسائي عن عبد الله ابن الإمام أحمد.

وأخبرنا بهذين الحديثين أبو العباس أحمد بن المفرج بن علي بن مسلمة الأموي إجازة، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، فذكره.

صفحة ٦١

الحديث السابع

7- أخبرنا إبراهيم بن محمود بن سالم بن الخير ومحمد بن عبد الكريم بن السيدي إجازة، قالا: أخبرتنا تجني الوهبانية، قالت: أخبرنا طراد الزينبي. (ح).

وأخبرنا عبد الرحمن بن مكي إجازة، قال: أخبرنا جدي لأمي الحافظ أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله الثقفي، قالا: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: حدثنا علي بن إشكاب، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق. فينادون: الحق الحق)).

رواه أبو داود عن علي بن إشكاب.

هذا في ((جزء الحفار)) وفي الرابع من ((الثقات)).

صفحة ٦٣

الحديث الثامن

8- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي وشهدة بنت أحمد الكاتبة إجازة (ح) وأخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أحمد بن السيدي إجازة، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف سماعا. قال السلفي: أخبرنا الخمسة: عبد الرحمن بن عمر التيمي والحسين بن الحسن الفانيذي ومحمد بن عبد الملك الأسدي والمبارك بن عبد الجبار الصيرفي ومحمد بن عبد الكريم الخشيشي ببغداد. وقالت شهدة: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزاز. وقال عبد الحق: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي، قالوا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب رضي الله عنه: ((إن الله أمرني أن أقرئك القرآن -أو أقرأ عليك القرآن-)). قال: آلله سماني لك وقد ذكرت عند رب #66# العالمين؟ قال: ((نعم)) فذرفت عيناه.

رواه البخاري عن ابن المنادي.

صفحة ٦٥

الحديث التاسع

9- أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي إجازة، قال: أخبرنا جدي لأمي الحافظ أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن البيع، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء في الجزء السادس من ((أماليه))، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا مات فدخل الجنة، فقيل له: ما كنت تعمل؟ فإما ذكر وإما ذكر فقال: إني كنت أبايع الناس وكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد، فغفر له ، فقال أبو مسعود: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه مسلم عن محمد بن المثنى.

صفحة ٦٧

الحديث العاشر

10- أخبرنا عبد الرحمن بن مكي بن عبد الرحمن بن أبي سعيد بن عتيق الطرابلسي إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرجي قدم علينا أصبهان، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي الحيري بنيسابور، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مثنى الأنصاري، قال: أخبرني أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها في صلاته، فسجد سجدتي السهو، ثم تشهد، ثم سلم.

رواه أبو داود والترمذي عن محمد بن يحيى الذهلي مولاهم.

وقال الترمذي: حسن غريب، وأبو المهلب هو عبد الرحمن بن عمرو، ويقال: معاوية بن عمرو.

صفحة ٦٨

الحديث الحادي عشر

11- أخبرنا أبو محمد إبراهيم بن محمود بن سالم بن الخير وأبو جعفر محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أحمد بن السيدي إجازة، قالا: أخبرتنا تجني الوهبانية، قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي، قال: أخبرنا هلال بن محمد الحفار، قال: أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن سليمان، عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه، فدرت من خلفه، فعرف الذي أريد، فألقى الرداء عن ظهره فرأيت موضع الخاتم على نغض كتفه مثل الجمع حوله خيلان كأنها الثآليل، فرجعت حتى استقبلته فقلت: غفر الله لك يا رسول الله. فقال: ((ولك)). فقال القوم: استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم ولكم، ثم تلا الآية {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}.

رواه الترمذي في ((الشمائل)) عن أبي الأشعث.

صفحة ٧٠

الحديث الثاني عشر

12- أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي الحرم مكي الإسكندري إجازة، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان الكرجي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني، قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: فرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به الصلوات خمسين، ثم نقضت حتى بلغت خمسا، ثم نودي: يا محمد إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمس خمسين.

رواه الترمذي عن الذهلي، به.

صفحة ٧٢

الحديث الثالث عشر

13- أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، قال: أخبرنا مكي بن منصور بن علان، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري، قال: أخبرنا أبو علي الميداني، قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر علي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعليه قميص يجره)). قالوا: ماذا أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: ((الدين)).

رواه النسائي عن الذهلي، به. وهو في الصحيحين من حديث يعقوب بن إبراهيم.

صفحة ٧٣

الحديث الرابع عشر

14- وبه إلى الذهلي، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء)).

رواه النسائي عن الذهلي، به.

صفحة ٧٥

الحديث الخامس عشر

15- وبه إلى الذهلي، قال: حدثنا أزهر السمان عن ابن عون، عن محمد، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه، قال: جاءت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي مجل يديها، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتسبيح والتكبير والتهليل.

رواه الترمذي عن الذهلي به، وقال: حسن غريب.

صفحة ٧٦

الحديث السادس عشر

16- وبه إلى الذهلي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قلت: يا رسول الله أين تنزل غدا؟ وذلك في حجة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((وهل ترك لنا عقيل بن أبي طالب شيئا)) ثم قال: ((لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم)) ثم قال: ((نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث قاسمت قريش على الكفر)). يعني بالخيف: الأبطح. قال الزهري: والخيف الوادي. قال: وذلك أن قريشا حالفوا بني أبي بكر على بني هاشم أن لا يجالسوهم ولا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يؤوهم.

رواه ابن ماجة عن الذهلي، به. وهو في الصحيحين من حديث عبد الرزاق.

صفحة ٧٧

الحديث السابع عشر

17- وبه إلى الذهلي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رجل يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث، وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة. فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة، فقال إنها إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أرى هذا يعلم ما هاهنا، لا يدخلن عليكن هذا)) فحجبوه.

رواه النسائي عن الذهلي، به. ورواه مسلم وأبو داود من حديث عبد الرزاق.

صفحة ٧٩

الحديث الثامن عشر

18- وبه إلى الذهلي، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني عمارة بن خزيمة الأنصاري أن عمه حدثه وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقبضه ثمن فرسه، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي، وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي صلى الله عليه وسلم فنادى الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه وإلا بعته. فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال: ((أو ليس قد ابتعته منك؟)) فقال الأعرابي: لا والله ما بعتك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بلى قد ابتعته منك)) فطفق الناس يلوذون بالنبي صلى الله عليه وسلم والأعرابي وهما يتراجعان وطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني قد ابتعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا. حتى جاء خزيمة بن ثابت فاستمع لمراجعة النبي صلى الله عليه وسلم ومراجعة الأعرابي، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني قد بايعتك. فقال خزيمة بن ثبات: أنا أشهد أنك قد بايعته فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال: ((بم تشهد؟)) فقال: بتصديقك يا رسول الله. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بن ثابت شهادة رجلين.

رواه أبو داود عن الذهلي، به. واسم الأعرابي سواء بن الحارث المحاربي.

صفحة ٨٠

الحديث التاسع عشر

19- وبه إلى الذهلي، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن المسعودي، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت لبوانة فقال: ((هل في نفسك من أمر الجاهلية؟)) قال: لا. قال: ((أوف بنذرك)).

رواه ابن ماجة عن الذهلي، به. والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن بحينة بن عبد الله بن مسعود.

صفحة ٨٢