أضواء على السنة المحمدية

محمود أبوريه ت. 1390 هجري
116

أضواء على السنة المحمدية

تصانيف

الجماعة قد انصدع ، وانفصمت عرى الوحدة بينهم ، وتفرقت بهم المذاهب في الخلافة ، وأخذت الاحزاب في تأييد آرائهم ، كل ينصر رأيه على رأى خصمه ، بالقول والعمل ، وكانت نشأة الاختراع في الرواية والتأويل ، وغلا كل قبيل فافترق الناس . . . إلخ (1) . الحديث الموضوع والحديث الموضوع هو المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زورا وبهتانا سواء أكان ذلك عمدا أم خطأ . ووضع الحديث على رسول الله كان - كما قال أحد الائمة - أشد خطرا على الدين وأنكى ضررا بالمسلمين من تعصب أهل المشرقين والمغربين . وإن تفرق المسلمين إلى شيع وفرق ومذاهب ونحل لهو أثر من آثار الوضع في الدين . وقال المرتضى اليماني في كتابه " إيثار الحق " : إن معظم ابتداع المبتدعين من أهل الاسلام إنما يرجع إلى هذين الامرين الواضح بطلانهما وهما : الزيادة في الدين والنقص منه ، ومن أنواع الزيادة في الدين - الكذب عليه . وقال النووي في شرح مسلم نقلا عن القاضى عياض : الكاذبون ضربان : أحدهما - ضرب عرفوا بالكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أنواع : منهم من يضع ما لم يقله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصلا كالزنادقة وأشباههم ممن لم يرج لله وقارا إما حسبة بزعمهم وتدينا كجهلة المتعبدين (2) الذين وضعوا الاحاديث في الفضائل والرغائب ، وإما إغرابا وسمعة كفسقة المحدثين ، وإما تعصبا واحتجاجا كدعاة المبتدعة ومتعصبي المذاهب ، وإما إشباعا لهوى أهل الدنيا فيما أرادوه ، وطلب الفوز لهم فيما أتوه (3) . ومنهم من

---

(1) ص 7 و8 من الطبعة الاولى من رسالة التوحيد . (2) سنتكلم في آخر الفصل عن الوضاع الصالحين . (3) قالت دائرة المعارف الاسلامية : بعد وفاة محمد (ص) لم تستطع الآراء والمعاملات الدينية الاصلية التى سادت في الرعيل الاول أن تثبت على حالها من غير تغيير - فقد حل عهد للتطور جديد ، = (*)

--- [ 120 ]

صفحة ١١٩