170

أدب الطلب

محقق

عبد الله يحيى السريحي

الناشر

دار ابن حزم

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

مكان النشر

لبنان / بيروت

بَينهم فَلَا إِثْم عَلَيْهِ) وَالْمرَاد بالإصلاح إبِْطَال مَا جَاءَ من الْفساد فِي وَصيته وَقد ورد عَن النَّبِي ﷺ أَن الضرار فِي الْوَصِيَّة من أَسبَاب النَّار وَأَنه يحبط عبَادَة الْعُمر كَمَا أخرج ذَلِك جمَاعَة وَصَححهُ من صَححهُ
فَمن جَاءَتْهُ من هَذِه الْوَصَايَا الْمُشْتَملَة عل الضرار بِوَجْه من الْوُجُوه فأنفذها من الثُّلُث مستدلا على ذَلِك بِمثل حَدِيث الثُّلُث وَالثلث كثير وبمثل مَا ورد من سَائِر الْآيَات وَالْأَحَادِيث القاضية بِالْوَصِيَّةِ على الْإِطْلَاق فقد غلط بَينا فَإِن هَذِه الْوَصِيَّة الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِي ﷺ الثُّلُث وَالثلث كثير هِيَ وَصِيَّة قربَة كَمَا فِي الْقِصَّة الْمَشْهُورَة الثَّابِتَة فِي الْأُمَّهَات أَن سعد بن أبي وَقاص اسْتَأْذن رَسُول الله ﷺ أَن يتَصَدَّق بِجَمِيعِ مَاله فمازال ينازله حَتَّى قَالَ لَهُ الثُّلُث وَالثلث كثير
وَهَكَذَا مَا ورد من قَوْله ﷺ إِن الله جعل لكم ثلث أَمْوَالكُم فِي آخر أعماركم فَإِنَّهُ قَيده بقوله فِي آخِره زِيَادَة فِي حسناتكم وَلَا يزِيد فِي الْحَسَنَات إِلَّا مَا كَانَ قربَة وَأما وَصَايَا الضرار المتضمنة لمُخَالفَته مَا شَرعه الله فَهِيَ زِيَادَة فِي السَّيِّئَات لَا زِيَادَة فِي الْحَسَنَات
فَتبين لَك أَن هَذِه الْوَصِيَّة الَّتِي أذن بهَا النَّبِي ﷺ

1 / 200