118

الأدب النبوي

الناشر

دار المعرفة

رقم الإصدار

الرابع

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

تصانيف

٤٩- باب: الرحمة وعقاب مجانبها عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: «من لا يرحم لا يرحم» . [أخرجه البخاري في باب- رحمة الولد وتقبيله ومعانقته- وأخرجه مسلم وأبو داود والترمذي «١» بألفاظ متقاربة] . للحديث سبب، ذلك أن النبي ﷺ قبّل الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد، ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله ﷺ ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم» . الرحمة بالناس. بل بالحيوان. عاطفة شريفة وخليقة محمودة، ولقد مدح الله بها رسوله في قوله: بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ «٢»، وضدها القسوة التي عاقب الله بها اليهود. لما نقضوا العهود؛ إذ يقول: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً «٣» . فالرحمة فضيلة. والقسوة رذيلة. والرحمة تكون بالأبناء، وأثرها تقبيل ومعانقة كما صنع الرسول ﷺ بالحسن. وتأديب وتربية وإجابة رغائب- ما دامت في سبيل المصلحة- وإبعاد من الشر. وتكون بالآباء والأمهات وأثرها قول كريم، وصنع جميل، وطاعة في غير معصية وخدمة صادقة وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيرًا «٤»، وتكون بالأقرباء، وأثرها بر وصلة، وزيارة ومودة، وسعي في مصلحة، ودفع لمضرة، وتكون بين

(١) رواه البخاري في كتاب: الأدب، باب: رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (٥٩٩٧) . ورواه مسلم في كتاب: الفضائل، باب: رحمته ﷺ الصبيان والعيال وتواضعه (٥٩٨٢) . ورواه أبو داود في كتاب: الأدب، باب: في قبلة الرجل ولده (٥٢١٨) . ورواه الترمذي في كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في رحمة الولد (١٩١١) . (٢) سورة التوبة، الآية: ١٢٨. (٣) سورة المائدة، الآية: ١٣. (٤) سورة الإسراء، الآية: ٢٤.

1 / 122