واعلم أن الرجل ذا الجاه عند السلطان والخاصة لا محالة أن يرى من الوالي ما يخالفه من الرأي في الناس والأمور . فإذا آثر أن يكره كل ما خالفه أو شك أن يمتعض من الجفوة يراها في المجلس ، أو النبوة في الحاجة ، أو الرد للرأي ، أو الإدناء لمن لا يهوى إدناءه ، أو الإقصاء لمن يكره إقصاءه .
فإذا وقعت في قلبه الكراهية تغير لذلك وجهه ورأيه وكلامه حتى يبدو ذلك للسلطان وغيره ، فيكون ذلك لفساد منزلته ومروءته سببا وداعيا .
فذلل نفسك باحتمال ما خالفك من رأي السلطان ، وقررها على أن السلطان إنما كان سلطانا لتتبعه في رأيه وهواه وأمره ، ولا تكلفه اتباعك وتغضب من خلافه إياك .
صفحة ٦٣