ولكل رجل من الملوك أو ذي هيئة من السوقة أليف وأنيس قد عرف روحه واطلع على قلبه . فليست عليه مؤونة في تبذل يتبذله عنده ، أو رأي يستبين منه ، أو سر يفشيه إليه . غير أن تلك الأنسة وذلك الإلف يستخرج من كل واحد منهما ما لم يكن ليظهر منه عند الانقباض والتشدد . ولو التمس ملتمس مثل ذلك عند من يستأنف ملاطفته ومؤانسته ومناسمته ، وإن كان ذا فضل في الرأي وبسطة في العلم ، لم يجد عنده مثل ما هو منتفع به ممن هو دون ذلك في الرأي ممن قد كفي مؤانسته ووقع على طباعه .
صفحة ٦٠