باب
إن استطعت أن تجعل صحبتك لمن قد عرفك بصالح مروءتك وصحة دينك وسلامة أمورك قبل ولايته فافعل .
فإن الوالي لا علم له بالناس إلا ما قد علم قبل ولايته . أما إذا ولي فكل الناس يلقاه بالتزين والتصنع وكلهم يحتال لان يثني عليه عنده بمال ليس فيه . غير أن الأنذال والأرذال هم أشد لذلك تصنعا وأشد عليه مثابرة وفيه تمحلا .
فلا يمتنع الوالي ، وإن كان بليغ الرأي والنظر ، من أن ينزل عنده كثير من الأشرار بمنزلة الأخيار ، وكثير من الخانة بمنزلة الأمناء ، وكثير من الغدرة بمنزلة الأوفياء ، ويغطى عليه أمر كثير من أهل الفضل الذين يصونون أنفسهم عن التمحل والتصنع .
صفحة ٤٢