بسم الله الرحمن الرحيم (¬1)
{إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين (26) الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27) كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28) هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم} [البقرة: 26 - 29].
لما ضرب الله تعالى المثلين السابقين في حال المنافقين، أعني: قوله تعالى: {كمثل الذي استوقد نارا} [البقرة: 17]، وقوله: {أو كصيب من السماء} [البقرة: 19]، أنكر المنافقون ذلك، وقالوا: إن الله أعلى وأجل من أن يضرب الأمثال، فأنزل الله تعالى ردا عليهم قوله: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما} إلى قوله: {أولئك هم الخاسرون}.
صفحة ٥١