163

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

محقق

علي الرضا الحسيني

الناشر

دار النوادر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هجري

مكان النشر

سوريا

تصانيف

عليه سائر البقر.
﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾:
الفارض: المسنّة؛ لأنها فرضت؛ أي: قطعت سنّها، وبلغت آخرها. والبكر: الفتية، وقيل: هي التي لم تلد من الصغر. والعوان: متوسطة السن، وقيل: هي التي ولدت بطنًا أو بطنين. وقوله: ﴿ذَلِكَ﴾ مشار به إلى ما ذكر من الوصفين السابقين: ﴿لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ﴾، فرعاية لكونهما في معنى: ما ذكر، صح أن يجيء اسم الإشارة مفردًا، ورعاية لكون المشار إليه وصفين في الواقع، صح أن تضاف إليه كلمة ﴿بَيْنَ﴾، وقاعدتها أنها لا تضاف إلا إلى متعدد.
﴿فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ﴾:
الأقرب إلى الذهن أن يكون هذا خطابًا من موسى - ﵇ - ينصحهم به أن يتركوا إمعانهم في الأسئلة، ويسارعوا إلى طاعة الله بقدر ما يفهم من خطاب الأمر الموجه إليهم.
﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾:
بعد أن وصف لهم البقرة من جهة سنها، سألوا عن لونها. والفقوع: شدة الصفرة: يقال: أصفر فاقع؛ أي: شديد الصفرة، كما يقال: أحمر قانٍ؛ أي: شديد الحمرة. والسرور: لذة في القلب عند حصول نفع، أو توقعه، أو رؤية أمر معجب.
وقال: ﴿النَّاظِرِينَ﴾ بصيغة الجمع؛ ليدل على كمال حسن منظرها؛ بحيث إنها تسر كل من ينظر إليها.

1 / 129