120

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

محقق

علي الرضا الحسيني

الناشر

دار النوادر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هجري

مكان النشر

سوريا

تصانيف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)
﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٤٤) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (٤٦) يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ [البقرة: ٤٤ - ٤٨].
تضمنت الآيات السابقة تذكيرَ بني إسرائيل بالنعم التي أنعم الله بها عليهم من قبل، ثم دعوتهم إلى الإيمان بالقرآن، والعمل بما شرع من صلاة وزكاة، وجاءت هذه الآيات مفتتحة بتوبيخهم وتقريعهم على أمر لا يصدر عن عقل، ولا يليق بذي علم، وهو حثهم الناس على الخير، وهم لا يفعلون ما يأمرون به، فقال تعالى:
﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾:
الأمر: طلب إيجاد الفعل. والبر: اسم يتناول كل عمل من أعمال الخير. والنسيان: غيبة الشيء عن القلب بعد حصول العلم به، وهو في الآية بمعنى: ترك العمل، على طريقة استعمال اللفظ فيما يكون لازمًا لمعناه

(١) مجلة "لواء الإسلام" - العدد الثاني من السنة الثانية.

1 / 86