وأمّا الطريق الّذي من المصنعة إلى كتّاب الأسود فيسير إلى تحت المسجد المعلّق المعروف ببني الطَرْسُوسيّ وهناك قسطل ثمّ إلى المسجد المعلّق الّذي على سطح كتّاب الأسود وهناك قسطل ثمّ إلى الحدّادين إلى قدّام المدرسة الحنفيّة وهناك قسطل ثمّ إلى الأسفريس إلى عند المسجد المعروف ببني دايح وهناك قسطل وينقسم الماء هناك قسمّيْن قسم يأخذ إلى عمود العُسر وهناك قسطل وهو آخر هذه الطريق. وقسم يأخذ إلى عند مسجد الجبليّ وهناك قسطل ثمّ يدخل من هناك إلى درب البنات وهناك قسطل وهو آخر هذه الطريق. وأمّا الطريق الّتي تأخذ من المصنعة إلى باب العراق فتسير إلى خلف مدرسة القاضي بهاء الدين ابن شدّاد عند حمّام النِفَّريّ ودار الحديث وهناك قسطل وينقسم الماء هناك قسمَيْن قسم يأخذ إلى باب العراق وقسم يأخذ إلى باب القطيعة وقلعة الشريف. فأمّا الّذي يسير إلى باب العراق فينتهي إلى داخل باب العراق وهناك قسطل ثمّ يخرج إلى ظاهر السور من شماليّ باب العراق وهناك حوض عظيم يفيض فيه ثلاثة أنابيب ليلًا ونهارًا ثمّ يسير الماء منه إلى تحت التواثير قدّام الباب الّذي يُؤخَذ منه إلى مقام إبراهيم ﵇ والمقابر وهناك قسطل عند مسجد الأراحي ثمّ يسير منه إلى المدرسة الّتي جدّدها الملك الظاهر تربةً فيفيض في بركتها وينقسم الماء هناك قسمَيْن قسم يسير إلى قدّام خان السبيل الّذي بناه سيف الدين بن عَلَم بن جَنْدَر وهناك قسطل يفيض في بركة أمام الخان ليلًا ونهارًا. وأمّا الطريق التي تأخذ إلى رأس القطيعة وقلعة الشريف فإنّه يسير إلى رحبة السوق التي تأخذ إلى حمّام حمدان وهناك قسطل ثمّ منه إلى عند مسجد الشجرة وهناك قسطل ثمّ يسير إلى خرابة خليج إلى عند المسجد وهناك قسطل ثمّ ينقسم الماء هناك قسمَيْن قسم يأخذ إلى حمّام القاضي ابن الخشّاب في رأس درب الحديد وهناك قسطل وقسم يأخذ إلى قلعة الشريف إلى عند مسجد القبّة وهناك قسطل ثمّ يسير هذا إلى الطريق الّتي ظاهر باب قنّسرين إلى فندق الخاصّ الكبير فيفيض إلى بركة وفي ظاهر هذا الفندق من القبلة مقابل الحمّام المعروفة بسوق التبن قسطل ثمّ يسير منه إلى باب الرابيّة القبليّ وهناك قسطل ثمّ يسير منه إلى كنف الخندق ثمّ يسير منه إلى يسرى حمّام القاضي وهناك قسطل ثمّ يسير منه إلى المدرسة الّتي أنشأها سيف الدين بن عَلَم الدين سليمان بن جَنْدَر فيفيض في بركتها ثمّ يسير الفائض إلى بركة الجامع فيفيض ليلًا ونهارًا ويتّصل بالقساطل الّتي ذكرناها في طريق مدرسة سيف الدين إلى جامع أسد الدين. وهذا آخر ما جدّده الملك الظاهر وأنشأه من القساطل الّتي تجري فيها المياه ويُنْتَفَه بها سوى ما هو سائح إلى برك المساجد والمدارس والربط والحمّامات والدور والبساتين وغير ذلك وصُرف على هذه القساطل والطرقات أموال كثيرة ووقف عليها الملك الظاهر أوقافًا سنيّة وتجدّد في أيّام الملك الناصر صلاح الدين بن الملك العزيز ابن الملك الظاهر بظاهر البلد بسبب سوق الماء إلى حمّام سعد الدين بن الدِزْمِشْ أربعة قساطل أحدها بسوق الخيل سيق إليه الماء من القسطل الّذي خارج باب المقام عند مسجد الأراحي وساق من القسطل المذكور قسطلًا إلى آخر السوق الآخذ من باب الرابيّة إلى الحاضر من قبليّ السوق وقسطلًا بالقرب من جامع أسد الدين بالحاضر وساق الماء فيه إلى قسطل على باب داره.
وكان يدخل وإلى حلب قناة من جهة باب قنّسرين ولمّا عمل الشيخ منتجب الدين بن الإسكافيّ المصنعة وقد نُبش فاستدللتُ بذلك على صحّة ما قيل ورأيتُ جماعةً من الصنّاع يقولون إنّ القناة إسلاميّة جلبها إلى حلب ابن الفصيصيّ حين حُبس في حلب وكانت هذه القناة قد فسدت طريقها إلى البلد وسدّ مخارج الماء منها فكثر ماؤها وجرى في القنوات والقساطل كما قدّمنا. فقال أبو المظفّر محمّد بن محمّد الواسطيّ المعروف بابن سُنَيْنير يمدحه بما فعل من هذه المكرمة الّتي عنّ نفعها وشاع برّها وصنعها:
رَوَّى ثَرَى حَلَبٍ فَعادَتْ رَوْضَةً ... أُنُفًا وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَشْكو الظَما
أَحْيا مَوَاتَ رُفاتِها فَكَأَنّهُ ... عِيسى بِإِذْنِ الله أَحْيا الأعْظُما
لا غَرْوَ أَنْ أَجْرى القناةَ جَداولًا ... فَلَطالَما بِقَناتِهِ أَجْرى الدِمّا
1 / 53