أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن
محقق
الدكتور محمد رضوان الداية
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٩٦ هـ - ١٩٧٦ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
(١) سيدي أبو مدين شعيب بن الحسين الأندلسي، اشتهر بشيخ المشايخ، قال فيه أبو الصبر شيخ مشايخ وقته: كان أبو مدين زاهدا فاضلا عارفا بالله تعالى. وقال التادلي: كان مبسوطا بالعلم مقبوضا بالمراقبة، كثير الالتفات بقلبه إلى الله تعالى حتى ختم بذلك. وكان من أعلام العلماء وحفاظ الحديث خصوصا جامع الترمذي وكان يقوم عليه. وكان يلازم كتاب الإحياء ويعكف عليه، وترد عليه الفتاوى في مذهب مالك فيجيب عنها في الحال. وكان شيخه أبو يعزى يثني عليه جميلا، ويخصه بين أصحابه بالتعظيم والتبجيل. قضى في الأندلس مدة من حياة الصبا، ثم ارتحل إلى المغرب، واستقر بفاس يتلقى علومه ويتعبد ويلتقي بالعباد الزهاد، فأخذ عن ابن حرزهم وابن غالب وغيرهما. ولزم الشيخ أبا يعزى الفقيه الزاهد، واستأذنه في الحج فأدى الفريضة ولقي سيدي عبد القادر الجيلاني ولبس منه الخرقة وقرأ عليه كثيرا من الحديث في الحرم. وعاد فاستوطن بجاية فاشتهر أمره وقصده الناس وطار صيته حتى وشى به بعضهم إلى أبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي فاستقدمه الأمير ووصى صاحب بجاية أن يرفق به، فقال أبو مدين لأصحابه وتلاميذه-وقد تغيروا لطلب الأمير-أنا لا أرى السلطان ولا يراني!» =
1 / 257