تطيب فيه الصحارى للسقيم بها ... كما تطيبُ له في غيره الدّورُ
من شم ريح تحيات الربيع يقل ... لا المسكُ مسكٌ ولا الكافور كافورُ
وقال ابن رشيق ١:
مما يُبَغِّضني في أرض أندلسٍ ... أسماء مقتدر فيها ومعتضدِ
ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضِعِها ... كالهِرِّ يحكي-انتفاخًا-صولة الأسدِ
قال العتبي ٢:
قالت عهدتُك مجنونًا فقلتَ لها ... إنّ الشبابَ جنون بُرؤُهُ الكِبَرُ
وقال المتنبي يصف حُمّى كانت تُعتادُهُ ٣:
وَزائرتي كأنّ بِها حياءً ... فليس تزُورُ إلا في الظلامِ
بَذلتُ لها المطارفَ والحشايَا ... فَعافَتْها وباتَتْ في عِظَامِي
يضيق الجلدُ عن نفسي وعنها ... فتوسعه بأنواع السقامِ
كأنّ الصبح يطردُها فتجري ... مدامعها باربعة سجامِ
أراقب وقتها من غير شوقٍ ... مراقبة المشوق المستهامِ
ويصدق وعدها والصدق شرٌّ ... إذا ألقاك في الكرب العظامِ
أبِنتَ الدهر عندي كلُّ بنتٍ ... فكيف وصلتِ أنتِ من الزّحامِ
_________
١ أمثال الشعر العربي ١٢٧، سير أعلام النبلاء ١٧/١٤٤.
٢ التمثيل والمحاضرة ص ٨٨.
٣ الديوان ٤/١٤٦ بشرح العكبري ٢/٣٦٢ بشرح ناصيف اليازجي.
1 / 55