ثانيا، أن أكشف عن الحقيقة مهما تكن نتائجها، غير منحاز ولا متحامل، قاصدا في هذا وجه الله العلي القدير، لأنصف راوية الإسلام أبا هريرة، وأضع الحق في نصابه، فأقدمت على هذا البحث، تحف به الصعاب من كل جانب، وتناولت أمهات المراجع: المخطوط منها والمطبوع، فإذا بصورة أبي هريرة تبدو واضحة صافية، لا شية فيها، تشرق بماض مجيد، وبروح سامية وبنفس طيبة لتكون شخصيته العلمية القوية، فيتجلى بطلان تلك الطعون التي وجهت إليه من خلال نظرات خاصة، أو أهواء متبعة، أو غايات هدامة، وتتضح مخالفتها للواقع التاريخي، وللحقيقة العلمية، لهذا رأيت أن أستكمل دراسة أبي هريرة بتفنيد تلك الشبهات التي أثيرت حوله على ضوء دراستي إياه، ولما كان الطعن في أبي هريرة ذريعة للطعن في غيره من الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - لتوهين السنة ورفض العمل بها رأيت من الواجب أن أمهد للبحث بما يقتضيه فكان الموضوع في تمهيد وبابين:
التمهيد:
تناولت فيه العرب ورسالة الإسلام، ثم تكلمت عن السنة والمقصود بها لغة وشرعا، ثم بينت مكانة السنة من القرآن الكريم، وتماسك الأمة بها والمحافظة عليها، والعمل بها، ثم بينت منزلة الصحابة وعدالتهم.
وبعد ذلك تكلمت عن حفظ السنة وصيانتها وانتشارها، وأهم ما صنف فيها. لأن في هذا ما يرحض عن السنة الطاهرة أدران أعدائها.
الباب الأول: وفيه فصلان:
الفصل الأول: تناولت فيه حياة أبي هريرة في مختلف مظاهرها، الخاصة والعامة.
الفصل الثاني: حياة أبي هريرة العلمية، بينت فيه نشاط أبي هريرة العلمي، وطرق تحمله الحديث ونشره السنة، ومنزلته العلمية، ورأي العلماء فيه.
صفحة ٧