82

البلاغة العربية

الناشر

دار القلم،دمشق،الدار الشامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

(٣) وقول الله تعالى في سورة (الروم/ ٣٠ مصحف/ ٨٤ نزول): ﴿ولاكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحياة الدنيا وَهُمْ عَنِ الآخرة هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الآيات: ٦ - ٧] . (٤) وقول الله تعالى في سورة (الأعلى/ ٨٧ مصحف/ ٨ نزول): ﴿ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا﴾ [الآية: ١٣] . *** عاشرًا - مسايرة المخاطب في تداعي أفكاره: وقد يكون من عناصر الجمال الأدبيّ في الكلام مسايرة المخاطب في تداعي أفكاره، بالمقدار الذي يُحْدِثُ الارتياح ولا يُورِث الملل. إنَّ ممّا يُحْدِثُ المسرّة والارتياح في الكلام أنْ يُتَابِعَ الأنفس فيما تسترسل به من أفكار تتداعى، ويَجْلُبُ بعضها بعضًا، ويُمْسِكُ بعضها بأعناق بعض، بشرط عدم الاسترسال المملّ. إنّ الملَلَ متى بدأ يدبّ إلى النَّفس بالاسترسال مع أفكارها المتعانقة، كان قطع هذا الاسترسال والانتقال إلى عنصر المفاجأة هو الأرفع أدبًا والأكثر تأثيرًا، لأنّه يقدّم صورة جماليّة جديدة، بشرط أن تكون المفاجأة حُلْوَةً، لطرافتها أو غرابتها أو بُعد خطورها في الأذهان، أو غير ذلك. وكثيرًا ما يكون قطع الاسترسال وترك النَّفس لتستكمل بذاتها بقيّة العناصر هو الأجمل لديها، والأحبّ لمشاعرها. والأديب ذو الحسّ المرهف يستطيع أن يُدْرِكَ متى يحسن الاسترسال مع تداعي أفكار المخاطب أو القارىء، ومتى يحسن قطع الاسترسال، ومتى يحسن الانتقال لأمر مثير بالمفاجأة الحلوة المعجبة.

1 / 88